[] نص الاستشارة:
أنا شاب في نهاية التعليم الجامعي، التزمت في الفترة الأخيرة، وإبتعدت عن جميع الأصدقاء ولا أخالط أحدا فرارا بديني، ولكنني في الفترة الأخيرة بدأت أمل من الوحدة وأعمل على كسر جدار الصمت بشكل تدريجي، بعد أن أصبحت عرضة للسخرية من جميع الأهل والأصحاب بمن فيهم والداي الحبيبان...الكل يريدني على ما كنت عليه..فكيف أكون إجتماعيا وأحافظ على ديني؟
¤ الـــــــرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإنا نهنئك على ما وفقك ربك له من التوبة ولزوم الطريق المستقيم ونأمل أن تدرك بأن طريق الحق لا يخلو من بعض الأشواك والمنغصات، لكن نهايته حلوة يشعر المسلم معها بنشوة بلوغ الهدف وإدراك الغاية، وهي مرضاة الله عز وجل.
عليك بالإستعانة بالله عز وجل وتأكد أن زملاء المعاصي لا يجرون على المسلم إلا التعب والنكد، فهم مثل الأجرب ما أخطأك منهم خير مما أصابك.
وما ينفع الجرباء جمع صحيحة *** إليها ولكن الصحيحة تجرب
البحث عن زملاء جدد من الصالحين الذين يدلون على الخير أمر مطلوب فإحرص على ذلك، وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية».
الدعاء وكثرة السجود والتضرع إلى الله عز وجل مما يورث نورا يسترشد به المسلم في دروب الحياة فليكن لك نصيب من ذلك والمحروم من حرمه الله.
سخرية الأهل والمجتمع القريب أمر طبيعي، لكن هذه الحالة لا تدوم طويلا بل تتلاشى وتضمحل مع الوقت، فالزم الصبر والتصميم على المضي قدما في طريق الخير وكن مؤثرا لا متأثرا.
إستحضر قصص الغابرين وما عانوه من ألم في سبيل الدين وتذكر أنك سائر على دربهم وسينالك ما نال من قبلك.
في بعض المساجد توجد حلقات للتحفيظ عليك بالإلتحاق بواحدة منها، وفي ذلك الجو الإيماني ستجد التراحم والأخوة الحقيقية مع إخوة لك صادقين، يرشدونك كلما حدت عن الطريق.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة الإسلام.